الأربعاء، مارس ٣٠، ٢٠١٦

كل رجال الباشا

كل رجال الباشا
تاليف/ خالد فهمي
ترجمة / شريف يونس
.............................
ثلاث كتب ساهمت في تشكيل رؤيتي السياسية للأحداث في وطننا، الأول كان لعبة الأمم لمؤلفه مايلز كوبلاند، والثاني فقد كان: ثورة يوليو الأمريكية للكاتب الكبير محمد جلال كشك، أما الثالث فهو هذا الكتاب، كل رجال الباشا.
ساهمت هذه الكتب الثلاثة بتغيير رؤيتي لسياسة وطننا لأنها غيرت تماما كل ما تعلمته منذ الصغر في المدرسة، حيث الرؤية الرسمية للأحداث،  فهذه الكتب قدمت رؤية أخرى غير رسمية و أراها صحيحة لأنتها اعتمدت بدرجة كبيرة علي الوثائق و بعيدا عن المجاملات التي تذخر بها كتب تاريخنا فقد كشفت هذه الكتب الكثير.
في هذا الكتاب قام مؤلفه بتبني وجهة نظر جندي من جنود جيش محمد علي كي يروي علي لسانه قصة صعود محمد علي في مصر وقصة بناء مصر الحديثة في عصره، يتبين لنا في آخر هذه القصة أن مصر لم تكن متخلفة بالقدر الذي صورته لنا الكتب عن عصر ما قبل محمد علي، ولا مصر تحولت إلي أمة متقدمة بعد أن حكمها محمد علي نيف وأربعين سنة.
تركز الروايات علي الجيش الذي بناه محمد علي والذي حقق به انتصارات كبيرة علي الخليفة العثماني نفسه، لكن هذا الجيش الذي سيق أبناء الفلاحين إليه سوق الحيوانات بالسخرة والقهر لم يكن قائما علي أسس قومية كما يروج له البعض باعتبار محمد علي باني قومية مصر الحديثة.
كما أن هذا الجيش لم يكن باعث الروح الوطنية في نفوس المصريين، فقد كانت حالات الهرب منه كثيرة لدرجة أن صدرت أحكام بالإعدام ضد من يتستر علي هارب من الجيش، وكان الفلاح يكسر اسنانه الأمامية بغرض التهرب من الجيش، ومنهم من كان يعمي بصره عمدا بسم الفئران هربا من الجيش أو ارتكاب أي عمل آخر من شأنه أن يشوه جسمه بغرض وحيد هو التهرب من هذا الجيش.

بالوثائق يحطم المؤلف واحدة من أكبر أكاذيب تاريخنا المغلوط و هي أن محمد علي بني مصر الحديثة أو أنه بعث الروح الوطنية والقومية في نفوس المصريين.

ليست هناك تعليقات: