الأحد، مارس ٢٠، ٢٠١٦

العبقرية

العبقرية
أندرو روبنسون
......................
منذ زمن طويل، وربما زمن قديم شاعت معلومة عن العلاقة بين الجنون والعبقرية، فيرى صاحب الرأي _ وأظنه أفلاطون أو فيلسوف آخر من جيله _ يرى أن العبقرية و الجنون علي خط متصل واحد، وأن العبقرية نوع من الجنون أو أن الجنون نوع من العبقرية.
في هذا الكتاب يتحدث المؤلف عن هذا الموضوع محاولا وضع هذه المعلومة في إطار علمي، إما بالتصديق وإما بالتكذيب.
يتحدث الكاتب في هذا الكتاب من خلال مداخل متعددة، فهو أولا يتحدث عن معنى العبقرية، ثم يتحدث عن العبقرية والأسرة، فيربط بين العبقرية والوراثة بعد أن درس حياة مجموعة من العائلات التي انتشرت فيها العبقريات علي مدي أجيال.
يذكر في فصل آخر كلاما عن تعليم العباقرة، فهناك عباقرة لم يتعلموا تعليما نظاميا تاما، وبالرغم من ذلك صاروا عباقرة. لكن هناك غيرهم من تعلموا و انتهوا إلي أعلي الدرجات العلمية و انتهوا إلي العبقرية أيضا.
تحدث في فصل آخر عن الذكاء وعلاقته بالإبداع، من خلال دراسة وبحث مستوى ذكاء مجموعة من المبدعين، والبحث في مدي ارتباط الخاصتين معا. ثم تحدث الكاتب عن العبقرية والجنون، وكان هذا البحث من أفضل بحوث الكتاب، فقد بحث الكاتب في حياة عدد من العباقرة الذين ثبت أن حالتهم الصحية تم تشخيصها بأنها حالة تقترب من الجنون، من هؤلاء الفنان فان جوخ. كان هؤلاء المبدعون بالفعل عباقرة ومصابون في عقولهم، وعلي الرغم من مرضهم كانوا عباقرة.
في فصل آخر تحدث عن الشخصية وبحوثها والعبقرية. ثم تحدث عن العبقرية في الفن والعبقرية في العلم، ويرى أن بينهما فارق كبير؛ لأن العلم يعتبر عمل مؤسسي أو جماعي، بينما الفن عمل فردي.
تحدث الكاتب بعد ذلك عن لحظات الاستبصار، وذكر الكثير من نمازج من توصلوا إلي فتوحات علمية في مثل تلك اللحظات. ثم تحدث عن الإلهام والكد، وذكر آراء لكثير من العباقرة الذين تحدثوا عن مستوي الإلهام ومستوي المجهود في إبداعاتهم.

كتاب ممتاز يستحق القراءة.