الخميس، مارس ٢٩، ٢٠١٢

في الغربة العلاقات مؤقتة

في الغربة حياة مختلفة تماما عن الحياة العادية،فهي بالفعل حياة ليست عادية.في بلادنا عايشين حياتنا لكن في الغربة ميتين حياتنا!!لا مبالغة في القول.لاننا هنا نخرج عن كل مالوف و نترك كل محبوب و نعيش حياة المضطر المكره المغلوب علي امره.
اقول كمان.....
حياتك في مصر ان لم تعجبك لن تضار بصورة تفوق الضرر الواقع عليك ان لم تعجبك حياتك في الغربة لانك باختصار في مصر تعيش مع كل ما الفت ان تعيش معه ،لا تغيير مكروه يمكن ان يكسر نمط حياتك و يحول حياتك عن مجراها الطبيعي و في مصر اذا ساءك شيء ؛سرتك اشياء ،لكنك في الغربة مضطر الي البقاء تحت اي ظرف لانك علي الاقل دافع اموال لن تحصلها في السنة الاولي و عليك ان تتحمل الاولي و الثانية كي تستفيد من غربتك ماليا.
كل شيء في الغربة يدفعك الي ان تحب وطنك مهما كانت الحياة فيه قاسية لان الحياة في الغربة مهما كانت حنونه فهي اقسي،فالعمل اصعب و السكن ليس فيه الاهل بل اصدقاء العمل الجدد و الشارع ليس فيه صديق واحد بل الكل اغراب و العلاقات كلها مؤقته.و اسوا شيء هنا ان تكون علاقاتك كلها مؤقته تعرف ذلك و يعرف غيرك ذلك لاننا في هذه الحال نبني علاقاتنا علي المصلحة فقط...المصلحة و لا شيء غيرها و كلما تماشيت مع هذا الوضع اسرع كان تاقلمك مع الغربة اسرع و كلما تعايشت و تفاهمت معه اسرع كانت ثمرات غربتك _المالية فقط_اكبر.ربما فاقت حياتنا هنا عن حياتنا في مصر في المال الاكثر و هو هدف كل مغترب ،لكن لا يعني ذلك اننا هنا سعداء،فوالله لم اجد انسان سعيد في الغربة ابدا ،
واكثر ما يحزن المغترب عند عودته هي اعتقاد الناس و كلامهم عنه، يظنون اننا في الغربة نعيش حياة المرح و السعادة بدليل الشنط..!!!
العمل بالتاكيد هنا اشد صعوبة و هو طبيعي من صاحب عمل يريد الانجاز في عمله و لا ملامة علي اصحاب العمل في ذلك، لكني مع ذلك اتمني ان العمل في مصر يكون اشد فربما استطعنا ان نعبر ببلادنا حائط الفقر العالي اذا فعلنا واري ان لا حل لنا الا بالعمل الشاق بنفس مستوي مشقة العمل في الغربة.
....................
ارجو المعذرة في التاخر فيالرد علي التعليقات و علي التقصير في زيارة الاصدقاء لان النت هنا غير متاح دائما و احيانا اجد مدونات الاصدقاء محجوبة يستعصي علي التعليق فيها
............

الأربعاء، مارس ٢٨، ٢٠١٢

مخلوق مؤقت



انا مخلوق مؤقت و ضعيف ،


مصنوع من طين و احلام


لكنني ادرك ان في داخلي


تصطخب كل قوي الكون.


اريد للحظة واحدة ،


و قبل ان تحطمني هذه القوي ،


ان افتح عيني فاراها امامي .


هذا هو هدفي في الحياة.


اريد ان اجد مبررا لكي استمر علي قيد الحياة ،


و لكي اتحمل المشهد اليومي


المرعب للمرض و القبح و الظلم و الموت.


بدات من نقطة مظلمة هي الرحم ،


و اسير نحو نقطة مظلمة اخري هي القبر .


احدي القوتين تقذفني في هاوية مظلمة


و الاخري تسحقني ،


بلا انقطاع ،في هاوية مظلمة.


........................


تصوف


تاليف نيكوس كزانتزاكيس


ص14


هدية جريدة القاهرة عدد 112


...............

الاثنين، مارس ٢٦، ٢٠١٢

يقول العقل

يقول العقل:


لماذا نتوه بحثا عن المستحيل ؟


يجب ان نعترف بحدود الانسان


داخل السور المقدس للحواس الخمس.


لكن صوتا اخر بداخلي


و لنسمه الحاسة السادسة


او لنسمه القلب يقف معترضا و يصيح :


لا،لا،لا تعترف ابدا بحدود الانسان !


عليك ان تحطم الحدود !


ان تنكر ما تراه عيناك !


ان تموت وا نت تردد لا يوجد موت.


.........................


تصوف


تاليف نيكوس كزانتزاكيس


هدية جريدة القاهرة 112


ص13


...............

الخميس، مارس ٢٢، ٢٠١٢

العقل و تكيفه

العقل يتكيف ،



فله القدرة علي الصبر و يعجبه اللهو،



لكن القلب يتوحش و لا يقبل لهو العقل.



انه يقفز و يصطخب



لكي يمزق شباك الضرورة .



ما قيمة ان اهيمن



علي الارض و الماء و الهواء ،



و ان انتصر علي الزمان و المكان ،



و ان ادرك باي القوانين تتناغم



و تاتي المرة تلو الاخري



هذه الصورة المنعكسة علي المرايا ،



التي تصعد من صحراء لعقل الملتهبة؟



اشتاق الي شيء واحد هو :



ان ادرك ما الذي يختبيء خلف الظواهر .



ما هو هذا السر الذي ينجبني ثم يقتلني ؟



و هل خلف التيار المنساب و المرئي للعالم



يختبيء حضور ثابت لا مرئي؟



اذا كان العقل لا يستطيع



و ليس من شانه ان يحاول التقدم



خارج حدود بوابة الخروج


البطولية اليائسة فهل يستطيع



القلب؟



.......................



كتاب تصوف



تاليف نيكوس كزانتزاكيس



هدية جريدة القاهرة 112



ص12



...............

السبت، مارس ١٧، ٢٠١٢

صوت في داخلي



صوت في داخلي يصيح امرا:


احفر .ماذا تري؟


بشرا و طيورا ،مياها و حجارة.


احفر ايضا..ماذا تري؟


افكارا ...و احلاما...بروقا...و خيالات .


احفر ايضا .ماذا تري؟


لا اري شيئا !


ثمة ليل عاصف غليظ كالموت ،لعله الموت.


احفر ايضا!


اه لا استطيع ان اعبر شبه الجدار المظلم !


اسمع اصواتا و نحيبا،


اسمع حفيف اجنحة ات من الضفة الاخري.


لا تبك!لا تبك!


انها ليست من الضفة الاخري.


كل هذه الاصوات


و النحيب و حفيف الاجنحة هي قلبك.


.......................


كتاب تصوف


تاليف نيكوس كزانتزاكيس


هدية القاهرة 112


ص13


...........

الاثنين، مارس ١٢، ٢٠١٢

حربنا

نحن نحارب لاننا نستمتع بذلك .


نغني حتي اذا لم نجد اذنا تصغي لغنائنا .


نعمل حتي اذا لم نجد رب عمل


يدفع لنا اجرنا اليومي عند الاصيل .


نحن لا نعمل للغير ،


اذ نحن ارباب العمل.


ان كروم هذه الارض ملك لنا .


انها لحمنا و دمنا .


نحن الذين نحفر لها التربة ،


و نشذب فروعها و نجني عنبها و نعصره ،


و نشرب النبيذ ،و نغني و نبكي ،


و تصعد الي رؤسنا افكار و احلام .


في أي مواسم دورة حقل الكروم


اختار لك الحظ ان تعمل ؟


في موسم الحفر ام في موسم جني العنب


ام في موسم الاحتفالات ؟


انها جميعا شيء واحد.


احفر و ابتهج بكل دورة.


اغني رغم عطشي و ارهاقي منتشيا بنبيذ المستقبل.


............................


تصوف


تاليف نيكوس كزانتزاكيس


هدية جريدة القاهرة 112


ص16


...................

الأربعاء، مارس ٠٧، ٢٠١٢

مخاطر الحياة



طالما بقيت السفينة تحمل التجارة و القوة و الحرب ،مندفعة صوب الخطر دائما ،فانها تظل بكامل قدرتها و طاقتها علي العمل .اما اذا بقيت مهملة علي رصيف الميناء هادءة بلا مجهود او مخاطرة ،فانه سرعان ما يتسلل اليها و يقضي عليهاا لفناء و العطب .كذلك الانسان ؛يبقي حيا طالما كان في ميدان الكفاح ،لكنه يتحول من مجرد كائن حي الي كائن علي قيد الحياة اذا قرر ان يحيا حياة الظل و يمشي بجوار الحائط متحاشيا الاحتكاك بالحياة و مشاكل الحياة ،و بالخطر.لكن ليس كعني ان تحيا بعيدا عن الظل و ان تعارك الحياة ان تنسي مقدار ما تملك من قوة و الا صار الامر الي التهور .لذلك يكتب البقاء دائما لذلك الانسان القادر علي الادراك السليم للحظة الحركة و لحظة السكون في مواجهة الحياة و معاركها .و تكون لحظات سكونه مجرد وقفة للتخطيط لقفزة جديدة.


...................................

السبت، مارس ٠٣، ٢٠١٢

انا في نعيم مقيم





لم يفتح اي زميل في الغربة قلبه و تحدث بصدق عن احواله و حياته الخاصة و مشكلاته ؛


الا ووجدت له قصة موجعة تكاد تكون حياتي الي جوارهم بلا قصة .


و ان الله لم يتركني لحالي بلا عناية خاصة منه


كلما استمعت اليهم تاكد لي انني احيا منذ ولادتي في نعيم مقيم .