الجمعة، يوليو ٣٠، ٢٠١٠

عيد ميلاد عمر

منذ عام كامل و تحديدا يوم 9 يوليو 2009 رزقت بمولود هو عاشر حفيد لابي بعد بنتين وولد لاكبر اخوتي وولدين و بنت للاخر و ثلاث اولاد لاختي الكبري.و لانه الاصغر فله معزة خاصه عند الجميع .و بمناسبة مرور عام علي مولده قررت انا و امه عمل عيد ميلاد له اقتصر علي اعداد كيكة منزليه و مشروبات بارده.
الا ان باقي الاحفاد قرروا ان يكون لليوم شان اخر و شكل اخر لم اتوقعه و لم اخطط له.فبدايةََ من اعداد الهدايا و تعليبها الي طريقتهم في الاحتفال المبهج حتي نهاية اليوم كنت انا و جدهم سعداء جدا بهم.
البداية كانوا بالاختفاء التام للجميع و اعداد كل شيء في سرية تامه بشقة اخي ثم نزلوا جميعا و هو يغنون اغنية عيد الميلاد المشهورة حاملين لوحة كتبتها اكبر الحفيدات و نصها"الفرقه 16 اجرام تهنيء المعلم الصغير عمر الشناوي بمناسبة عيد ميلاده الاول و تتمني لكم سهرة سعيدة"
بعد الغناء اطفاوا الانوار لاجل اشعال الشمعه و كان عمر متعجب جدا لانه لم ير شيئا كهذا في حياته و التي استمرت في دنيا البشر عاما كاملا


اجلسوا عمر علي المنضدة الصغيرة و خلفة لوحته الترحيبية و امامه الهدايا


ثم احضرت الحفيدة الثانية في الترتيب باحضار الاورج الخاص بها و فرح به الحفيد العاشر و راح يجرب عليه اصابعه الصغيره بحماس و فرح




لم يامن عمر غرابة امر الاولاد و البنات هذه الليله و كلما راي نفسه بعيدا عن الرقابه سارع بالفرار

لكنهم كانوا له بالمرصاد في كل محاولاته الهروبيه و اجبروه علي مواصلة الليلة


و علقوا اللوحة علي الحائط وواصلوا الاحتفال

و نام بعضهم علي الارض مشكلين زهرة بشرية صغيره و بدا التذمر يبلغ اقصي مداه علي الصغير لكنهم كالعاده اجبروه علي البقاء


ثم انتهي اليوم بتوزيع الكيك و المشروبات البارده لينتهي بذلك الاحتفال بعيد ميلاد عمر الاول
...................................................
يمكنكم زيارة مدونة عمر من خلال مدونتي ذو النون المصري لرؤية صوره من اول يوم مولده
قريبا ننشر باقي صوره الجديده علي مدونته
............................

الأحد، يوليو ٢٥، ٢٠١٠

تحويل الافكار الي اعمال

يقول فرانكلين
" انني اكون افضل دائما عندما اقوم بتحويل افكاري السابقة الي افعال في حياتي العملية فاقوال لا قيمة لها بغير افعال .و قد كنت قبل حين انوي شراء معطف جديد ،الا انني بعد ان قرات اقوالي مرة اخري قررت ان اظل مرتديا معطفي القديم مدة اطول قليلا .فيا ايها القاريء لعل اقوالي تفيدك و تنفعك كما افادتني و نفعتني .و انا كما كنت علي الدوام خادمك."
.............................

تابعوا ما ندونه علي مدونة فنون جميلة و فلسفة حياة

.................

كتاب /شخصيات و تجارب
تاليف /رجاء النقاش

ص196

.................

السبت، يوليو ٢٤، ٢٠١٠

مصر في عيونهم

تطالعك علي مدي الاجيال نظرة الحاكم الي مصر ناي عنها ام قرب.فابن عفان يعزل عمرو بن العاص ،ثم يعرض بسياسته المعتدلة في فرض الضرائب قائلا:"لقد درت اللقحة بعدك يا عمرو " ،فيجيبه اعدل من ولي مصر :"و لكنها اضرت بوليدها " .و يقول الامبراطور الروماني طيباروس لعامله في مصر : لقد اوفدتك لتجز صوف الشاة لا لتسلخها ".و يقول البك الالفي لجليسه "الانسان الذي يكون له ماشية يقتات هو و عياله من لبنها و سمنها و جبنها ،يلزمه ان يرفق بها في العلف ،حتي تدر و تسمن و تنتج له النعاج ؛بخلاف ما اذا اجاعها و اجحفها و اتعبها و اشقاها و اضعفها ،حتي اذا ذبحها لا يجد بها لحما و لا دهنا ."، فيجيبه المملوك جليسه :"هذا ما اعتدناه و ربينا عليه ."
..........................
كتاب /سندباد مصري
تاليف /حسين فوزي
ص144
....................

الجمعة، يوليو ٢٣، ٢٠١٠

رجعت مصر


رجعت مصر
.....................
من اول يوم سافرت فيه و قبل مغادرتي لارض مصر ،كان نفسي ارجع .كان نفسي ارجع حتي قبل ما اسافر.لاني لم اتصور ابدا اني ساغادر هذه الارض لاي سبب.و بعد استقراري في الارض الجديده و رغم عدم وجود منغصات حياتيه صناعيه _كالعلاقات السيئة والخلافات المستمرة بين فريق العمل_ الا ان طبيعة حياة الاغتراب نفسها تعتبر منغص شديد القسوة فيحد ذاتها.لقد عرفت في هذه الفتره التي اغتربت فيها معني روح الشعب و لم اكن فهمتها بصورة عمليه قبل ان اهاجر.و كنت اسمع كثيرا ممن هاجروا ان في مصر اشياء لا تفهمها و لا تراها الا اذا جربت الهجره.و لم اكن اصدق حتي جربت بنفسي.
عشت تسع شهور لم اشاهد فيها شخص يتزوج مثلما نري في مصر و لم نشارك في تشييع جنازة كما نفعل عندنا و كذلك لم نسمع بمولود جديد.يحدث هذا اذا كان الامر _الزولج او الوفاة او المواليد_متعلق بمصري نعرفه.هذا لان الحياة هناك مختلفه يراها البعض اكثر نظاما لكني اري الامر مختلفا تماما فهذه اشئون لا علاقة لها بالنظام فيما اري..فاين انعدام النظام في جنازة يشيعها اهل قرية بالكامل ينادي عليها في المساجد و اين انعدام النظام في فرح يعرف الجميع من صاحبه و متي و اين يكون لانه يعلن في المساجد و هذه امور لا تعرفها مساجد الدمام ابدا.
رجعت و انا في شوق شديد للمشاركه في تهنئة بزواج او ولود او حتش تشييع جنازه.كنت في شوق شديد لكل مظاهر الحياة في مصر و التي اراها الحياة الطبيعيه و غيرها يعتبر خال من مظاهر الحياة الطبيعيه و ليس هذا في نظري انحياز لمظاهر الحياة في بلدي .
يوم العوده لم انم و انتظرت حتي الساعه الثالثه صباحا و ايقظت زميلي ايهاب و نطلقنا بسيارته الخاصه الي المطار،و ايهاب زميل خدوم جدا لا يتاخر عن خدمة اي شخص طالما يقدر عليها.ووقف زميلي معي في المطار حتي اقترب بزوغ الصباح رغم وجود عمل في هذا الصباح ثم ودعته و انصرف.
ركبنا الطائرة الاولي من الدمام الي الرياض و استغرقت الرحلة حوالي الساعه ووصلنا قبل الساعة الثامنه و انتظرت حتي قبل الظهر حتي نركب الطائرة الاخري الي الاسكندرية وكان في هذه الساعات حوارات كثيره بين الناس العائدين لمصر في شؤون مختلفة.
ركبنا الطائرة الثانية قبل الظهر ووصلنا لمصر قبل العصر في مصر.في الجو في الرحلة الاولي اختلفت المشاهد عنها في الرحلة الثانية ،فقد كانت الرحلة الاولي كلها في سماء السعودية و تحتها صحرائها المتدة في كل الجهات و لم يتغير مشهد هذه الصحراء الي لحظة الانطلاق في الدمام و عند الوصول الي الرياض ،هنا فقط كان المشهد مختلف .اما في الرحلة الثانية فعند الوصول شاهدنا لاول مرة الارض السوداء المحروثة تمهيدا لزراعتها و اراض اخري لونها اخضر و اخري تشبه المرايا تعكس ضوء الشمس لانها مغمورة بالمياه.و بدات الارض تتضح ملامحها شيئا فشيئا حتي انحرف قائد الطائرة بقوة و ميل شديد كي يتخذ مساره علي مدرج الطائرات بالمطار ثم هبطنا ارض الوطن بعد تسعة شهور غياب.
كانت اول ملاحظة اشعرتني بارض مصر و اختلافها عن غيرها هي نسمة هواء رقيقة باردة لمست وجهي ،افتقدنا مثل هذه النسمات كثيرا في الخارج ،فالجو في الدمام يكاد هواؤه يحترق من شدة الحرارة و تشم في الطريق رائحة اسفلت الطريق و لا ابالغ اذا قلت ان الانفاس تكاد لا تخرج و لا تدخل الي الرئتين من شدة الحر.
و الماء من شدة الرطوبه تحس انه يشغل جزء من كثافة الهواء تؤدي الي صعوبة في التنفس.
نزلت ارض مصر و علقت دمعه في جفوني من شدة الحنين.من اسوار المطار الحديدية شاهدت كثير من اهل المسافرين حاولت ان اري احد اقاربي لكن لم اراهم من هذا المكان فسارعت بالدخول لانهاء اجراءات الوصول ثم المغادرة كي اختصر الوقت كي اري اهلي.

اجراءات الوصول و المغادرة تمت في سهولة و يسر و كان ضباط المطار متعاونين جدا جدا .خرجت فرايت ابن اخي الصغير ثم رايت ابي الذي سارع الي و سارعت اليه و التقينا و من خلال حنينه الشديد للقائي عرفت كم كان يرجو عودتي..
في الطريق رايت ارض مصر و اراضيها الخضراء التي لم نري مثيلا للونها منذ شهور. اعجبني جدا ان اري من جديد مظاهر روح الحياة في مصر في طريق بعيد عن المدن فكيف بها في المدن و القري.
بعد مشوار حوالي ثلاث ساعات وصلت للبيت و سلمت علي الجميع و سارعت الي السؤال عن عمر و كان اولاد اخوتي قد ايقظوه من نومه فحملته و كان مكسوف جدا مني حتي بدا يتعود علي وجودي بجانبه ثم صار مشغولا بي بشده.و اليوم لا اكاد افكر في الذهاب الي المسجد الا و يبكي حتي يظل معي .و اذا راني اغير ملابسي الا و يعرف انها نية الخروج فيبكي حتي يصحبني..
الحمد لله

مرت شهور العمل و جاءت شهور الراحة ،كانت الهجرة تشبه الكابوس الطويل المستمر و عودتي تشبه الافاقه من هذا الكابوس.او هي نفق طويل مظلم انتهي بنزولي من طائرة العودة الي مصر.